كشف مركز "جسور" للدراسات، عن قيام الولايات المتحدة بتنفيذ سلسلة من التحركات العسكرية التي تستهدف الوجود الروسي في سوريا، بهدف إشغال روسيا تزامُناً مع الواقع الحَرِج الذي تواجهه في أوكرانيا.
وقال المركز في تقرير نشره عبر موقعه الرسمي، إن هذه الإجراءات العسكرية الأمريكية، تأتي بسبب أنشطة روسية من بينها دعم الضربات الصاروخية التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية ضد القواعد العسكرية للقوات الأمريكية في سوريا.
وأوضح التقرير أنه من بين الإجراءات الأمريكية، زيادة تدابير وتحرُّكات حاملة الطائرات الأمريكية وحلف الناتو الموجودة في البحر الأبيض المتوسط بهدف إشغال كافة صنوف القوات الروسية الموجودة في سورية في مراقبة ورصد هذه التدابير والتحركات وخاصةً طيران القوات الفضائية الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم.
وأشار إلى أن هذا يضمن تقليص فرص وقدرة هذه القاعدة الرئيسية بشكل خاص والقوات الروسية بشكل عامّ، على مراقبة ورصد الأنشطة والقوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف وشرق الفرات.
كما قامت الولايات المتحدة أيضاً، بإعادة الوجود العسكري للقوات الأمريكية إلى مناطقَ سوريا كانت قد انسحبت منها عام 2019 أمام انتشار القوات الروسية.
وعلى رأس هذه المناطق محافظة الرقة التي بدأت القوات الأمريكية منذ بداية عام 2023 حراكاً واضحاً فيها تجلّى في إنشاء قاعدة عسكرية فيها، والعمل على تشكيل فصيل عسكري محلي من أبناء المحافظة يكون تابعاً بشكل كامل للقوات الأمريكية.
ومن الإجراءات، إعلان الدنمارك سحب جنودها من العراق سوريا، ومشاركتها في التدريبات العسكرية التي إلى جانب 13 دولة أخرى في مقدمتها الولايات المتحدة، بهدف بناء دفاع عسكري مشترك في إطار مراجعة حلف الناتو لسياساته الدفاعية في أوكرانيا، وعمله على تدعيم القوات العسكرية الأوروبية.
ويأتي ذلك، وفقاً لتقرير "جسور"، كمساهمة في تدعيم القوات الأوروبية ضدّ روسيا، مقابل اتخاذ مزيد من إجراءات الردع ضد روسيا في سوريا والمتوسط.
وخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة تعمل بوضوح على تعطيل التعاون الاستخباراتي المُفترَض بين روسيا وإيران في سوريا، لكون هذا التنسيق يستهدف الوجود والمصالح الأمريكية هناك.
وبذات الوقت تستمر الولايات المتحدة في تنفيذ وتخطيط العمليات العسكرية ضدّ روسيا في أوكرانيا، مع تعزيز قدرات دول حلف الناتو التي تشكل روسيا تهديداً لها.
وكل ذلك عملاً بمبدأ "مشاغلة القوات" كأحد أساليب القتال الرئيسية التي تُستخدم لضمان تقويض قدرة روسيا على تطوير عملياتها في سورية أو أوكرانيا.
اقرأ أيضاً:
صحيفة "شارلي إيبدو" تسيء لأردوغان ومسؤولون أتراك يردون على طريقتهم
شاهد إصداراتنا: